صفحة:التحفة المكتبية.pdf/184

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٧٩

مشبهة وقيل أن الرحمن علم بدليل وقوعه في القرآن كثيراً متبوعاً لا تابعاً وجرى على هذا إلا علم وابن مالك وعلى هذا فيعرب بدلاً من لفظ الجلالة لا نعتاً والرحيم نعت له لا للجلالة إذ لا يتقدم البدل على النعت ويظهر أثر الخلاف في الجار للرحمن وما هو فعلى القول بأنه نعت يجرى فيه الخلاف في تابع المجرور في غير البدل هو مجرور بما جر المتبوع أو بنفس التبعية والأصح الأول وعلى القول بانه بدل يكون مجرورا بمحذوف مماثل للعامل في المتبوع لما تقرر ان البدل على بية تكرار العامل وعلى أحد الاوجه المقررة سابقاً من جعل كل من الرحمن الرحيم خبراً لمبتدأ محذوف فكل من الجملتين اعنى هو الرحمن هو الرحيم مستأنف استئنافاً نحويّاً أو بيانياً واقعاً عن جواب سؤال مقدر لكن هذا السؤال ليس القصد به طلب التعيين إذ المولى معلوم غير مجهول بل هو سؤال من يريد التلذذ بالجواب وتعظيم شأن المسئول عنه مع العلم به فان قلت قد تقرر ان الجمل بعد المعارف احوال ولفظ الجلالة اعرف المعارف فمقتضاه أن يكون كل من الجملتين حالا على هذه القاعدة فالجواب ان ذلك وان صح لفظا لكنه منع منه مانع معنوى لان الحال وصف لصاحبها قيد في عاملها والعامل فيهما على تقدير الحالية متعلق البسملة فكأنه يقول ابدأ باسم الله في حالة كونه رحمانا رحيما وليس المعنى على التقييد لان الملاحظ البداءة باسمه تعالى مطلقاً بدون التقييد بوصف من الأوصاف

انتهى ولله الموفق للصّواب. وإليه المرجع والمآب. والحمد لله وحده. والصلاةُ على من لا نبىّ بَعْده.