صفحة:التحفة المكتبية.pdf/19

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٤


على المؤنثة الغائبة نحو هند تقوم فهذه كلها افعال مضارعة لابتدائها بأحرف المضارعة الدالة على ما ذكر

وعلامة الامر المميزة له عما عداه هي دلالته على الطلب وقبوله ياء المؤنثة المخاطبة نحو قم وكل فأنه يصح أن تقول فيه قومي وكلي قال تعالى فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا

فإن دلت الكلمة على الطلب ولم تقبل ياء المؤنثة المخاطبة كانت من أسماء الأفعال نحو صه بمعنى اسكت ومه بمعنى اكفف فان صَه ومَه ليسا فعلى أمر لأنهما وإن دلا على الطلب فليسا من الأفعال بل هما من أسماء الأفعال لقبولهما علامة الأسماء وهو التنوين فانه يصح أن تقول فيهما صَهٍ ومَهٍ والتنوين

وأما علامة الحرف فهي عدم قبوله شيئاً من علامات الأسماء ولا علامات الأفعال فعدم قبوله للعلامة هي العلامة على حرفيته.

فقد علمنا من ذلك كيفية تمييز الاسم والفعل والحرف بالعلامات المميزة لكل منها عن غيره لصحة استعمالها في الكلام العربي التي هي أجزاؤه وقد اشترطنا في الكلام أن يكون تركيبه مفيدا ولا يفيد الكلام الشامع إلا إذا كان صحيح التركيب ولا يكون صحيح التركيب إلا برفع ما حقه الرفع ونصب ما حقه النصب وجر ما حقه الجر وجزم ما حقه الجزم وهذا ما يسَمّى اعراباً



الباب السادس في الإعراب والبناء


يطلق الإعراب في اصطلاح النحويين على معنيين أحدهما تحليل التركيب في الكلام وبيان أجزائه من المعْرب والمبنى وكونه اسماً أو فعلاً أو حرفاً كما إذا قيل لك اعرب قد قام زيد فإنك تقول في إعرابه بهذا

المعنى