صفحة:التحفة المكتبية.pdf/20

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥

المعنى قد حرف تحقيق مبنى على السكون وقام فعل ماض مبنى على الفتح لا محل له من الاعراب وزيد فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره فإذا قلت ذلك فقد اعربته فالإعراب هنا بمعنى التحليل للكلمات التي طلب منك إعرابها أي التطبيق على القواعد العربية

والمعنى الثاني للاعراب هو تغيير أواخر الكلم بحسب العوامل الداخلة عليه لفظا أو تقديراً مثلاً لفظ زيد قبل دخول العامل عليه موقوف غير معرب فإذا قيل قام زيد ارتفع على أنه فاعل بقام وإذا قلت رأيت زيداً انتصب على أنه مفعول لرأيت وإذا قلت مررت بزيد انخفض على أنه مجرور بالباء الخافضة فقد تغير آخر زيد بحسب العوامل المقتضية للرفع أو النصب أو الخفض تغيير الفظياً.

فإذا قلت جاء الفتى ورأيت الفتى ومررت بالفتى كان الفتى في الأول مرفوعاً وفي الثاني منصوباً وفي الثالث مخفوضاً والفتى اسم مقصور يعني آخره ألف لازمة فلا يظهر الإعراب عليه فتقدر الحركات الثلاثة التي اقتضتها العوامل على آخره فإعرابه تقديري لانه لولا تعذر الحركة على الألف لظهر الإعراب

وكذلك إذا قلت يقوم زيد فان يقوم يكون مرفوعاً لتجرده من الناصب والجازم فإذا ادخلت عليه ناصباً نحو لن فقلت لن يقوم زيد نصب آخره فإذا اردت جزمه قلت لمْ يقم زيد بسكون آخر الفعل فقد تغير الفعل المضارع من الرفع إلى النصب وإلى الجزم تغيرا لفظيا فهذا ما يسمى في الفعل المضارع أعرابا لفظيا

فإذا قلت يخشى زيد فيخشى فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر فإذا قلت لن يخشى زيد فقد تغيرت الضمة المقدرة بفتحة