صفحة:التحفة المكتبية.pdf/21

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٦

مقدرة أيضاً للتعذر فالنصب فيه هو أعراب مقدر للتعذر ولولا أن معتل بالألف لكان ظاهراً وكذلك يدعو ويرمى زيد فيدعو ويرمى كل منهما فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لثقل الضمة على الواو والياء فإذا أدخلت لن مثلا عليهما قلت لن يدعو ولن يرمى بنصب أخرهما فقد تغير آخر يدعو ويرمى تغيراً ظاهراً أي في الحالة الثانية بعد التغير التقديري في الأولى بحسب العوامل وهذا ما يسمى بالأعراب يعنى تغير آخر الكلمة بما يقتضيه العامل

وضد الإعراب بهذا المثنى هو البناء وهو لزوم آخر الكلمة حالة وحدة كلزوم حيث للضم وأين للفتح وهؤلاء للكسر وكم للسكون فإذا قلت جلست حيث جلس زيد فان حيث ظرف مكان مبنى على الضم في محل نصب فإذا ادخلت على حيث حرف الجر فقلت إلى حيث القيت رحلها ام قشعم فانه لايزال باقيا على ضمة ويكون مخفوض المحل فقط يعنى واقعا موقع كلمة لو كانت معربة لكانت مخفوضة وتقول جاءني هؤلاء ورأيت هؤلاء ومررت بهؤلاء فهولاء في المثال الاول مبنى على الكسر في محل رفع على انه فاعل وهؤلاء في المثال الثاني مبنى على الكسر في محل نصب على أنه مفعول وفي المثال الثالث مبنى على الكسر في محل جر على أنه مخفوض بالباء

ثم أن البناء اصل في الأفعال والحروف كما أن الإعراب أصل في الأسماء فما وجد من الأفعال معربا وهو الفعل المضارع فقد جاء على خلاف الاصل كما أن ما جاء من الأسماء مبنيا كالضمائر واسماء الإشارة والموصولات وكسيبويه مثلاً كان على خلاف الأصل.

وأمّا