صفحة:التحفة المكتبية.pdf/35

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٣٠

الاسم في أن كلا منهما يطرأ عليه بعد التركيب معان مختلفة متعاقبة على حقيقة واحدة فالاسم نحو ما أحسن زيد برفع زيد إذا أريد النفي وبنصبه إذا أريد التعجب وبخفضه مع رفع احسن إذا أريد الاستفهام والفعل المضارع نحو لا تأكل السّمك وتشرب اللبن فتجزم الأول وترفع الثاني إذا أردت النهى عن الفعل الأول فقط ويكون الثانى مستأنفا وتجزم الأول وتنصب الثاني بأن مضمرة بعد واو المعيّة إذا اردت النهي عن الجمع بينهما وتجزمهما بعطف الثاني على الأول إذا اردت النهي عن كل منهما


وأمّا الحروف فجميعها مبنية والبناء متأصل بها وجميع ما اشبهها من الأسماء شبها قويا فهو مبنى فبناء الأسماء راجع دائماً إلى شبه الحروف في أربعة أشياء أصلية

الأول الشبه في الوضع وهو أن يكون الاسم موضوعاً على حرف أو حرفين كجئتنا فالتاء ضمير المخاطب مبنية على الفتح ونا ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه مبنى على السكون وكل منهما أشبه الحرف في الوضع

الثاني الشبه المعنوي وهو أن يؤدى الاسم معنى حقه أن يؤدى بالحرف كالاستفهام أو الإشارة نحو متى وهذا

الثالث أن يشبه الاسم الحرف في عدم التأثر بالعوامل يعنى بكونه كالحرف عاملا لا معمُولاً كأسماء الأفعال نحو صَه ومَه وهيهات فانها تعمل في غيرها ولا يعمل غيرها فيها فهي مبنية

الرابع أن يشبه الاسم الحرف في الافتقار الأصيل يعني أن الاسم لا يفهم معناه إلا بوصْله بشيء آخر بعده كالموصولات فإنها تفتقر في بيان معناها إلى صلاتها كقولك جاء الذي تنتظره فلا يفهم معنى

الذي