صفحة:التحفة المكتبية.pdf/62

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٧

الهندان كلتاهما ورأيت الهندين كلتيهما ومررت بالهندين كلتيهما وجميع ألفاظ التأكيد الدالة على الإحاطة والشمول لا بد من أضافتها إلى ضمير يطابق المؤكد بفتح الكاف ما عدا أجمع واخواته كما سبق التمثيل لذلك وأما أجمع وتوابع اجمع فلا يلزم فيها ضمير فتقول جاء الركبُ اجمع ورأيت الركب اجمع ومررت بالركب أجمع

وإذا أريد تقويَة التوكيد فإنك تتبع كله باجمع وكلها بجمعَاء وكلهم بأجمعين وكلهن بتجمع فتقول جاء الركب كله أجمع وجاءت القبيلة كلها جمعاء وقال تعالى ﴿ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ وتقول جاءت الهندات كلهن جمع ولا يجوز تثنية أجمع ولا جمعاء لتأكيد المثنى استغنا بكلا وكلتا

وأما توابع أجمع فهي كما تقدم أكتع وأبتع وأبصع ومعنى كونها توابعها أنها لا تكون إلا بعدها ومعها وهي على هذا الترتيب فتقول اشتريت العبد كله أجمع أكتع أبتع أبصع وجاءني القوم كلهم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون وأشتريت الجارية كلها جمعاء كتعا بتعاء بصعاء وجاءتني النسوة كلهن جُمَعُ كُتَعُ بُتَعُ بُصَعُ وإعراب ذلك ظاهر

ثم ان أجمع وأخواته وجمع واخواته ممنوعان من الصّرف فيجرّان بالكسرة نيابة عن الفتحة فإذا قلت مررت بالركب أجمع كان أجمع مجروراً بالكسرة نيابة عن الفتحة لشبه العلمية ووزن الفعل أما وزن الفعل فظاهر وأما شبه العلمية فلأنه مضاف في المعنى إلى ضمير المؤكد وقد استغنى بتقدير الإضافة فيه عن ظهورها فصار كالعلم في كونه معرفة بغير قرينة لفظية وأثر ذلك في منع الصرف كما تؤثر العلمية حتى أنّه يجري على لسان بعض المعربين ان المانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل وإذا قلت مررت بالنسوة جمع فلفظ جمع مجرور بالفتحة نيابة عن

م ١٥ ق