صفحة:التحفة المكتبية.pdf/7

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
بسم الله الرحمن الرحيم

اَلحَمْد للهِ الذي جَعل النحو للكلام كالملح للطعام والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أعربَ بأبلغ عبارة وأفصح إشارة عن مضمراتِ الأحكام وعلى آله نصحاء الإسلام وفصحاء الأنام وأصحابه الكرام وآل بيته الأعلام ثم الدعاء ببقاء الدولة الإسماعيلية ذات المآثر الجليّة العلية المشيّدة لقواعد العلوم والمعارف والمؤيدة لمعاهد المجد التليد والطارف حفظه الله وأنجاله الأنجاب ويسر له ولهم من المقاصد الحسنة جميع الأسباب

(وبعد) فإن المدارس المصرية قد أخذت في عهْد المليك المشار إليه في التحسينات العصرية وسعَت زيادة عما مضى وتقدم في ميدان السباق على ساق وقدم ومع ذلك فالكامل كمل قيل يَقبل الكمال وبصِدق النيات الحسنة تتسع دوائر الاعمال وتعتدل الأمور وتجري على أقدار مقتضيات الأحوال وقد حان للمكاتب والمدارس التي هي في الديار المصرية من أنفع المزارع والمغارس أن تكتسب في ميدان الفخار اكمال الشرف والاعتبار بهمة مديرها النبيه النبيل القليل المثيل الذي قلّ أن يُجارى في اتساع دائرة معارفه ويشارك حضرة صاحب العزة الرفيعة الشأن علي بك مبارك فإنه خير مَن يعهد فيه صرف الاجتهاد والهمة في تقديم المدارس وتتميم مقاصد وليّ النعمة فهو من منذ تقليده بالإدارة وتفويض الأمر إليه في الرياسة والنظارة بادَرَ بتقويم أوّدِ وسائط التقديم وتكميل وسائل التعليم وتأليف بعض رسائل في العلوم والفنون متنوّعة لتكون بعموم نفعها في عموم المدارس متبَعة وقد أشرك معه في مواد التصنيف عِدة أفراد ممّنْ لهُمْ

في المعارف