صفحة:التحفة المكتبية.pdf/74

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٩

أزيد عندك أم عمرو وعلمت أيهم في الدار ونحو ﴿ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ ﴾ وعند النفي نحو علمت ما زيد منطلق

فهي لا تعمل في هذه المواضع لفظاً وتعمل فيها معنى وتقديراً ويسمى هذا تعليقاً فيكون ما بعدَها من المبتدأ والخبر في محل نصب سَد مسَد مفعُوليها

ومن خصائص المفعُول به مِن حيث هو جواز تقديمه على الفاعل نحو ضرب زيداً عمر وخاف ربه عمَر قال الله تعالى ﴿ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ وجواز تقديمه على الفعل نحو زيداً ضرْبت قال تعالى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ ﴿ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ﴾

والأصل أن ينصب المفعول به بفعل ظاهِر وقد يجىء منصوباً بفعل مضمرٍ جوَازا أو وجوباً فالأول كقولك زيداً لمن قال هل رأيت أحداً أى رأيت زيداً وكقولك لمن قطع حديثه حديثك أى هات حديثك ولمن أراد مكة مكة والله أى تقصد مكة والله وتقول في الرامى الذي سَدد سهمه القرطاس والله أى تصيب القرطاس وتقول لمن رأى الرؤيا خيراً أى رأيت خيراً وكذلك تقول خيراً لنا وشرّاً لأعدائنا وما أشبه ذلك من نحو أخاك أى الزم أخاك ونحو الأسد أى احذر الأسد ونحوالصبى أى لا تدس الصّبى ونحوالجدار أى لا تقرب الجدار

وأما ما يجبُ إضمار فعْله فهو في مواضع الأول مبحث الإغراءِ والتحذير نحو الكلاب على البقر وإياك والأسد يعنى سلط الكلاب على البقر واتق نفسَك أن تتعرض للأسَد الثانى في الدعاءِ نحو أهلا وَسَهْلا ومرحباً أى أتيت أهلالا أجانب ووطئت سهْلا من الأرض لا وعراً وأصَبت رحباً لا ضيّقا الثالث مبحث الإغراءِ والتحذير إذا تكرر المفعُول به مرتين نحو أخاك أخاك أى الزمه والأسَد الأسد أى احذره والجدار

م ١٨ ق