صفحة:التحفة المكتبية.pdf/78

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٣

ولا العدد وأما القسم الثانى والثالث فيسَمى المصدر فيهما محدوداً لأنه معلوم النوع والعدد فلهذا امتنع تثنية الأول وجمعه باتفاق وجاز تثنية المختوم بناء الوحدة و جمعه

وأما المصدر المبين للنوع فالمشهور جواز تثنيته وجمعه كقولك جلست جلستى الأمير وجلساته وسافرت سفرات الأمير وبعت بيوعاً كثيرة وعقدت عقوداً جديدة

وقد ينصب المفعول المطلق على المصدرية وليس من لفظ الفعل بل بمعناه وذلك على نوعين مصدر وغير مصدر فالمصدر كقوله تعالى ﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلً ﴾ فتبتيلا مصدر ولكنه ليس مصدر التبتل بل هو مصْدر لبَتَل وكقوله تعالى ﴿ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴾ فإن نباتا مصْدر نبت لا أنبت ومن ذلك اغتسلت غسْلاً من كل ما شارك المصدر في مادته وكذلك تقع الصفة المشتقة كاسْم الفاعل مصدراً نحو قم قائماً أى قياماً وكذلك قعدت جلوساً وقمت وقوفاً فإن المصْدر من معنى الفعل لا من لفظه ومن قوله تعالى ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً ﴾

وأما غير المصدر فكل ما كان في معنى المصدر كقوله تعالى ﴿ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ﴾ أى درجة تفضيل ونحو رجع القهقرى وهي نوع من الرجوع وقعد القرفصاء ومنه قوله تعالى ﴿ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ ومن ذلك أيضاً ما يدل على عدد المصدر نحو ثمانين جلدة أو على آلته كضربته سوطاً أو وقته نحو * ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَةَ أرْمَدَا * أو لفظ كل نحو ﴿ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ أو بعض نحو أكرمته بعض الإكرام وما أشبه ذلك وكما ينصب المفعول المطلق بأفعال ظاهرة قد ينصب بأفعال مضمرة وَقد لا يكون له أفعال وإنما ينصب بمعنى أفعال تقديرية فكان بالنسبة لإضمار الفعل وإظهاره على ثلاثة أنواع

أحدها ما يجوز إظهار فعله وإضماره

م ١٩ ق