صفحة:التحفة المكتبية.pdf/82

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٧

وقس على ذلك ما أشبهه مثل حين وزمن وَوَقت وسَاعة

وأمّا القسم الثانى وهو ظرف المكان فهو اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو أمام من قولك جلسْت أمامك وعند من قولك جلست عندك ومجلس من قولك جلسُت مجلسَ زيد وهو أيْضاً نوعان أحدهما مبهم وثانيهما مختص فالمبهم ما ليس له أقطار تحيط به ولا حد يحصره كأسماءِ الجهات الست التي هي أمام وخلف وفوق وتحت ويمين وشمال ووجه الإبهام في هذه الجهات أنك إذا قلت جلسْت خلف المسجد مثلا فإنه مبهم يتناوَل ما كان خلف المسجد إلى انقطاع الأرض وهكذا باقى الجهات ومما يشبه أسماء الجهات في الإبهام نحو عند ولدى وهما بمعنى التقريب نحو جلست عندك ولديك أى مكانا قريباً منك ووجه الإبهام فيهما أنهما يتناولان جميع الأمكنة التى حواليك ومما يشبه الجهات الست في الإبهام مَع وهو اسم لموضع الاجتماع لازم للظرفية تقول جلست مع زيد أى جلست في موضع مصَاحبا لموضع زيد ووجه الابهام تعدد المواضع المصاحبة لذلك الموضع ومما يشبه تلك الجهات أيضاً في الإبهام إزاءَ وتلقاء وَحذاء ومعناها واحد تقريباً وهو الجهة المقابلة وهنا وثم تقول جلست هنا أى في هذا المكان القريب وجلست ثم أى في هَذا المـكان البعيد قال تعـالى ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ وقس على ذلك ما أشبهه كأسماءِ القادير نحو ميل وفرسخ وبريد

وأمّا ظرف المكان المختص فلا يكون منصُوباً قياسياً إلا إذا كان مصدراً ميمياً أريد منه المكان وكان عَامِله من لفظه وكان مضافا نحو جَلسْت مجلس زيد وقعدت مقعد عمرو أى جلست مكان

م ٢٠ ق