صفحة:التحفة المكتبية.pdf/83

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٨

جلوسه وقعدت مكان قعوده فإن كان عامله من غير لفظه تعين جره بفي نحو جلست في مرمى زيد وكذلك إذا لم يكن مضافاً كان مبهما لا مختصا نحو جلست مجلساً أى مكاناً ولا مانع أن يكون لفظ وسَط من قولك جلست وسط دار زيد من الظروف المختصّة لتعيين المكان

وأما اسم المكان المختص الذي له أقطار تحويه كالمسجد والدار والسوق فلا يطرد انتصابه دائماً لأنه لا يطرد تضمنه معنى في الظرفية مع جميع الأفعال بل تارة يحسن انتصابه مع بعض اللازم من الأفعال كأن تقول دخلت المسجد وسكنت الدار وجئت السوق فيكون منصوباً على التشبيه بالمفعول به أى على التوسع بنزع الخافض أو على المفعول به حقيقة وتارة لا يحسُن انتصابه مع بعض الأفعال كقولك صَليت فلا يحسُن أن تقول صليت المسجد بل يجب التصريح بفي فتقول صليت في المسجد وجلست في الدار وقعدت في السّوق فتكون الظرفية المعنوية بذكر في

ثم إن الأسماء التي تنصب على المفعول فيه زمانية أو مكانِيّة منها ما يجوز أن يخرج عن الظرفية فيستعمل مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً كأسماءِ الأيام ويسَمى ظرفا متصَرفا كلفظ اليوم والليلة والشهر والسنة وقدام وأمام ونحو ذلك فتقول في الرفع هذا يوم مبارك وهذه ليلة ليلاء وهذا قدامك وهذا أمامك وتقول في النصب احترمت هذا اليوم المبارك نصباً على المفعول به قال تعالى ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ وتقول في حالة الجر لم أرَ مثل هذا اليوم ولا مثل هذه الليلة ومنها ما لا يستعمل إلا ظرفا ويسمى غير متصَرّف نحِو عند ولدى وقبل وبعد وما أشبه ذلك من قولك خرجنا ذا صَباح وسرْنا ذات ليلة ولقيته ذات مرة فمثل هذه لا تخرج عن الظرفية أصلاً

فلا