صفحة:التحفة المكتبية.pdf/85

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٠

الخامس من المنصوبات الحال

الحال هو الاسْم المنصُوب المفسّر لما انبهَمَ من الهيئات أى الصفات فهو لبيان هيئة الفاعل في حال وقوع الفعل منه أو هيئة المفعُول في حال وقوع الفعل به فلا يفسر إلا ما هو فاعل أو مفعول به في اللفظ أو المعنى وهو ما يقع في جواب كيف

فالذي يفسر هيئة الفاعل في اللفظ نحو جاء زيد راكباً فراكباً بيان لهيئة زيد في حال وقوع المجيء منه وقبل التلفظ براكباً كانت هيئة مجيء زيد مبْهمة لاحتمال أنه جاء راكبا وأنه جاء ماشيا فارتفع بذكره الإبهام

ومن مجيء الحال من الفاعل قوله تعالى ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ والذي يفسّرُ هيئة المفعُول في اللفظ نحو ركبت الفرس مسرجا فمسرجا حال واقعة من المفعُول به وهو الفرس مفسّرة لهيئته ولولا ذكر لفظ مسرجا لكانت هيئة ركوب الفرس مبهمة لاحتمال كون الفرس مسرجا وغير مسرج فبذكره ارتفع الإبهام ومثله ضربت زيدا مجرداً من ثيابه فقولك مجرداً بيان لهيئة المضروب في حال وقوع الضرب به

ومن ذلك قوله تعالى ﴿ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ﴾ وقوله تعالى أيضا لو ﴿ كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ وقد يحتمل الحال أن يكون مفسّرا لهيئة الفاعل أو المفعول نحو لقيت عبدالله رَاكبا وضربت زيدا قائما فتجعَل راكبا حال من أيّهما شئت ما لم تقم قرينة على أنه حال من أحدهما دون غيره

وقد