صفحة:التحفة المكتبية.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨١

وقد يكون اللفظ حالا من الفاعل والمفعول جميعا نحو لقيت عبدالله راكبين وقد يكون اللفظان حالين من الفاعل والمفعول بالتوزيع كما إذا قلت لقيت زيدا مصعدا منحدرا فتجعل مصعدا حالا من الثاني ومنحدرا حالا من الأول ما لم تكن هناك قرينة يعرف بها صاحب كل منهما نحو لقيت هندا مصعدا منحدرة فهذا كله فيما يبين من الأحوال هيئة الفاعل والمفعول في اللفظ أى ما يكون عامل الحال فيه لفظيا وأمّا ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول في المعنى بأن يكون العامل معنويا فنحو قولك زيد في الدار قائما فقائما مبين لمعنى الجار والمجرور وهو الاستقرار والمعنى زيد مستقر أو استقر في الدار قائما ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ﴾ ونحو هذا زيد منطلقا فقولك هذا هو العامل في قولك منطلقا كأنك تقول أشير إليه منطلقا ومن قوله تعالى ﴿ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ﴾ وقوله تعالى ﴿ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ﴾ ومن هذا القبيل نحو ما شأنك قائما وَمَالك واقفا وقوله تعالى فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ وقد ينصب الحال بعامل مضمر نحو قولهم للمسافر راشدا مَهْديّا أى سَافر راشداً مَهْدياً وللقادم من الحج مَبْروراً مأجوراً أى قدمت مبرورا مأجورا وقد يقع المصدر حالا نحو قتلته صَبرا يعنى مصبُوراأى محبُوساً وكلمته مشافهة أى مشافها ومنه قوله تعالى ﴿ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ﴾ أي ساعيات

وقد يكون الحال جملة اسمية أو فعلية نحو جَاءَنى زيد وهوَ ضاحك وَلقيت عمراً يتبسّم قال تعالى ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ﴾ ﴿ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ ﴿ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ﴾ فقد وقعت الجملة الأسمية

م ٢١ ق