صفحة:التحفة المكتبية.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٢

والجملة الفعلية المضارعية حالاً

وكذلك جملة الفعل الماضى تقع حالا بشرط أن تقترن بقد ظاهرة أو مقدرة تقول رأيت زيدا قد ركب فرسه قال تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ ﴾ وقال تعالى ﴿ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ أى وقد كانوا

وتنقسم الحال إلى مؤسسَة ومؤكدة فالمؤسّسَة مَعْلومَة والمؤكدة نحو فَتَّبَسَّمَ ضاحكاً وتنقسم بالنظر إلى وصفها إلى منتقلة كجاء زيد راكبا وإلى لازمة أى لا تفارق صَاحبها نحْو دعوت الله سميعاً وخلق الله الزرَافة يَدْيها أطول من رجليها وخلق اليربوع يديه أقصَر من رجليه فأطول وأقصَر حَال لازمة لصاحبها

وحق الحال أن يكون نكرة محْضة أو مختصّة نحو جّاء زيد راكباً وجاء زيد راكب فرس فإذا جاء الحال على صورة المعرّف بأل أو بالإضافة أوّل بالنكرة كقولهم أدخلوا الأول فالأول أى مرتبين وجلس زيد وحده منفرداً

وحق صَاحب الحال أن يكون معْرفة فلا يكون نكرة إلا بمسوغ لمجيء الحال من هذه النكرة كتقدم الحال نحو في الدار جالساً رجل وكالوصف كقوله تعالى ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ﴾ وكالإضافة كقوله تعالى ﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴾ وكتقدم النفي على صَاحب الحال نحو مَا أتانى أحد إلاّ راكبا أو تقدم الاستفهام نحو أحـال رجل راكباً هذا أو تقدم النفي نحو لا يبغ امرؤ على امرىءٍ مسْتسهلاً

وَلما كان الحال مشبـهاً بالمفعول به الذي يأتى بعْد الفاعل لكونه فضـلة لم يجز تقديم الحال على صَاحبها ولا على عامِله وإذا قدمت

على