صفحة:التحفة المكتبية.pdf/89

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٤

ومع أن الحال فضلة فقد يسد مسَد العمْدة أى يسد مسَد الخبر مع المبتدأ نحو ضربى العبد مسيئا وأتم تبيينى الحق منوطا بالحِكِم وقد يكون لابدّ منه في الجملة المتمم لها وبدونه يختل المعنى نحو ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ فالحال في هذه الآية زيادة على ما فيها من التأسيس لازمة للمعنى المزاد

السادس من المنصوبات التمييز

وهو الاسم المنصوب المفسّر لما انبهمَ من الذوات فهوَ يرفع الإبهام عما يحتمل وجوها فيبين المقصود

التمييز قسْمَان الأول الفسرُ لذات مقدرة وهو مَا يجيء بعد تمام الكلام كطاب زيد نفساً والثانى مَا يكون مفسّراً لذات مذكورة وهو ما يجيء بعد تمام الاسْم كعشرين غلاما وفائدَته أن التفسير بعد الإبهام أوقع في النفس لأنه تفصيل بعد إجمال لأن الحكيم إذا أراد التعليم لابدّ أن يجمل بعض إجمال تتشوق النفس إلى تفصيله بعد ذلك

فالقسم الأول ويسَمّى بالتمييز المحوّل قد يكون محولاً عن الفاعل نحو تصبب زيد عَرقا وتفقأ بَكر شحما وطابَ محمد نفساً الأصْل تصبب عرق زيد وتفقأ شحْم بكر أي امتلأ وَطابت نفس محمّدٍ فإذا قلت تصبب زيد كأنك قلت تصَبب أمْر من أمور زيد فيحتمل هذا الأمر الذي هو الذات المقدرة المبهمة أن تكون عرقا أو غير عَرق فإذا قلت عَرقا فقد رَفعت الإبهام بالتمييز وقدْ يكون محولا عن المفعول نحو قوله تعالى ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾ أصله وفجرنا عيون الأرض وقد يكون محولا عن المبتد أنحو زيد أكرم منك أبا ومحمد أجمل منك وجهاً ومعناه أبو زيد أكرم من أبيك ووجه محمد أجمل من وجهك وهذا بالنظر للمعنى فهو محوّل عن المبتدأ وأما بالنّظر للتركيب فأصْله أمر من أمور زيد أكرم

منك