صفحة:الحجاب.pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهكذا انتشرتِ الرَّيبةُ في نُفوسِ الأمَّةِ جَميعِها، وَتَمَشَّتِ الظُّنُونُ بَيْنَ رجَالِها ونِسَائِها،َ فَتَحاجَرَ الْفَرِيقَانِ، وَأَظْلَم الْفَضَاءُ بينَهما، وَأَصْبَحَتْ البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرَّائِي إِلاَّ رِجالاً مُتَرَهِّبينَ وَنسَاءً عانِساتٍ.

ذلك بكاؤكم على المَرْأَةِ أيها الرَّاحِمُونَ، وهذا رِثاؤُكُم لَهَا، وَعَطْفُكُمْ عَلَيْهَا!.

نَحْنُ نعلم كما تعلمونَ أَنَّ الْمَرأة في حاجةٍ إلى العلم فَلْيُهَذِّبها أَبُوها أَوْ أًخُوها، فَالتَّهْذِيبُ أَنْفَعُ لَهَا منَ الْعِلْمِ، وإِلى اخْتِيَارِ الزَّوجِ الْعادِلِ الرَّحيمِ، فَلْيُحْسِنِ الآباءُ الاختيارَ لبناتهم وَلْيُجْمِلِ الأَزْوَاجُ عِشرة نِسائِهِمْ، وإِلى النُّور والهواء تبرزُ إِليهما، تتمتعُ فيهِما بنعمةِ الحياة، فَلْيَأْذَنْ لها