صفحة:الحجاب.pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بجانبهِ بقيّةَ الليلِ يُعَالجُهُ، حَتّى دَنَا الصَّبْحُ، فَانْصَرف على أَنْ يَعُودَ مَتَى دَعَوْنَاه، وعَهِدَ إِليَّ بِأَمْرِهِ، فَلَبِثْتُ بِجَانِبهِ أَرْثي لحالهِ، وَأنْتَظِرُ قَضَاءَ اللّهِ فيهِ، حتّى رأيتُهُ يتحركُ في مَضْجَعه، ثُمّ فَتحَ عَيْنَيْه، فَرَآني، فَلبِثَ شاخِصاً إِلَيَّ هُنَيْهَةً كَأَنَّمَا يحاولُ أَنْ يَقُولَ لي شَيْئاً، فلا يَسْتطيعُه، فَدَنُوْتُ مِنْه وقُلتُ:

هَلْ من حاجةٍ يا سيّدي؟

فأَجابَ بصوتٍ ضعيفٍ خافِتٍ: حاجَتي أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيَّ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ.

قُلْتُ: لن يَدْخُلَ عليك إلاَّ مَنْ تُريدُ.

فَأَطْرَقَ هُنيِهَةَ ثم رَفَعَ رَأْسَهُ، فإِذَا عَيْناه مُبْتَلَّتَانِ بالدُّموع.

فقلتٌ: ما بُكاؤُكَ يا سيّدي؟

قَالَ: أَتَعْلَمُ أَين زوجتي الآن؟

قلت : ومَاذَا تُرِيدُ منها؟