صفحة:الحجاب.pdf/3

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
بسم الله الرحمن الرحيم

ذهب فلانٌ إلى أُوروبّا ومَا نُنْكِرُ مِنْ أمْرهِ شيئاً، فلبِثَ فيها بضع سنينَ، ثُمَّ عاد ومَا بقي مما كُنّا نَعْرِفُهُ منهُ شيءُ.

ذهب بوجهٍ كوجهِ العَذْراءِ ليلةَ عُرْسِها، وعاد بوجهٍ كَوَجْهِ الصَّخْرةِ المَلْساءِ تحتَ اللَّيْلةِ المَاطِرَةِ.

وَذَهَْب بِقَلْبٍ نَقيًّ طَاهِرٍ يَأْنَسُ بالعَفْوِ ويستريحُ إلى العُذْر، وعادَ بقلبٍ مُلَفَّفٍ مَدْخولٍ لا يُفارِقُةُ السَّخَطُ على الأرْضِ وساكِنها، والنَّقْمَةُ على السماءِ وخالقها.

وذهب بنفسٍ غَضَّةٍ خاشعةٍ تَرى كُلَّ نَفْس فَوْقَها، وعادَ بنفسٍ ذهَّابةٍ َنَزَّاعةٍ لا ترى شيئاً فَوْقَها، ولا تُلْقي نَظرةً واحدةً على ما تحتَها.