صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/10

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–١٠–

في عملها تفكر . فان تصرفت بوجه لا يطابق النظر الصحيح سموها مخيلة . ويقال في عملها تخيل أو تخييل . فمثال ما يأخذ من العقل مأخذ القبول قول القاضي عياض

أنظر إلى الزرع وخاماته
نحكى وقد ولت أمام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة
شقائق النعمان فيها جراح

فالشاعر التفت إلى مافى حافظته من الصور المناسبة لهيأة زرع أخضر يتخلله شقائق النعمان وقد أخذت الرياح تهب عليه من جانب فيميل إلى آخر ميلا يتراءى للعين أنه حركة ينتقل بها من مكانه . فوقع خياله على الجيش والملابس الخضراء والجراحات التي تنال الجيش المقاتل فألف بينها ثم جعل سيره أدباراً وانهزاماً لانه ولى ظهره الناحية التي هجمت منها الرياح وليوافق حالة جيش ظهرت فيه الجرحي بمقدار مافي المزارع الخضراء من شقائق النعمان

و مثال مالا يثق به النظر ولا يدخل في حساب الأقوال القائمة على التحقيق ، قول الشاعر

ترى الثياب من الكتان يلمحها
نور من البدر أحيانا فيبليها
فكيف تنكر أن تبلى معاجرها
والبدر في كل وقت طالع فيها

أبصر معاجر من يتحدث عنها وقد أخلقت فحاول التماس