صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/11

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١-

وجها يجعل ذلك الاخلاق من شواهد حسنها، أو يسد فم العاذل حتى لا يغض من شأنها ، فتصور طلعة القمر وانساق اليه مايدور بين الناس من أن الثياب التي يمج عليها القمر أشعته يسرع اليها البلى ثم ادعى مبالغا في التشبيه أن وجهها قمر وبنى على هذا أن تعجب ممن ينكر أثيره في معجرها بالاخلاق . ففي هذا التصرف ادعاء أن وجهها قمر وهذا مما يألفه العقل لانه بمنزلة التشبيه ولا مفر له من قبول التشبيه متى تحقق الوجه بين طرفيه ، والمعنى الذي للعقل أن يلتفت عنه إنما هو دعوى أن معجرها أخلق بعلة كونه مطلعا لوجهها المسمى بالقمر على وجه المجاز


ماذا نريد من التخييل

يفهم من صريح المقالة الفلسفية أن المفكرة والمخيلة اسمان لقوة واحدة وهي التي تتصرف في المعلومات بالتفصيل والتركيب وانما تغير اسمها بحسب اختلاف الحال فعندما يكون زمامها بيد العقل يسمونها مفكرة وعندما تنفلت منه يسمونها مخيلة

وإذا عرفت أن التمثيل والاستعارة من عمل هذه القوة باتفاق علماء النفس فلو جرى طائفة من الناس على اطلاق التخيل