صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/12

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٢-

أو الخيال عندما تتصرف هذه القوة تصرفاً تصوغ به معنی مبتدعا سواء أذعن له العقل أو تجافى عنه لم يكونوا صنعوا شيئاً سوى تغيير الاصطلاح وإدخال القسمين تحت اسم واحد

وإطلاق لفظ التخيل أو الخيال في صدد الحديث عن المعاني الصادقة والتصورات المعقولة لا يحط من قيمتها أو يمس حرمتها بنقيصة فان علماء البلاغة أنفسهم قد أطلقوه على ما يأتى به البليغ في الاستعارة المكنية من الامور الخاصة بالمشبه به ويثبته للمشبه فقالوا الاظفار أو اضافتها في قولك « انشبت المنية أظفارها » تخييل أو استعارة تخيليلة وأطلقوه في الفصل والوصل حين تكلموا على الجامع بين الجملتين وقسموه إلى عقلي ووهمي وخيالي وأطلقوه في فن البديع على تصوير ما سيظهر في العيان بصورة المشاهد . ولم يبالوا أن يضربو الجميع تلك المباحث أمثلة من آيات الكتاب العزيز وغيره من الأقوال الصادقة

فيسوغ لنا حينئذ أن نساير أدباء العصر ونتوسع في معنى الخيال والتخييل ولا نقف عند اصطلاح القدماء من الفلاسفة أو علماء البلاغة حيث خصوا بهما ما لا يصادق عليه العقل، والمخالفة في الاصطلاح مادامت الحقائق قائمة والمقاصد ثابتة بحالها لا يبعد عن تبديل العبارة أو الاسلوب