صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/13

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣-

يقول الناس عند ما يسمعون بيتاً أو أبياتاً لاحد الشعراء «هذا خيال واسع » أو « هذا تخيل بديع» فيفهم السامع لهذه الكلمات وما يماثلها أن لصاحب هذا الشعر قدرة على سبك المعاني وصوغها في شكل بديع، ولو قالوا «ماأضيق هذا الخيال»أو «ما أسخف هذا التخيل » فهـم السامع أن ليس له قدرة على إخراج المعاني في صورة مبتكرة

فيصح لنا أن نأخذ هذا المعنى الذي يحضر في الذهن عند سماع تلك الجمل ونشرح به معنى المتخيلة فنقول هي قوة تتصرف في المعاني لتنتزع منها صوراً بديعة

وهذه القوة انما تصوغ الصور من عناصر كانت النفس قد تلقتها من طريق الحس أو الوجدان. وليس في امكانها أن تبدع شيئا من عناصر لم يتقدم للمتخيل معرفتها، ومثال هذا من الصور المحسوسة أن قدماء اليونان رمزوا إلى صناعة الشعر بصورة فرس له جناحان وهي صورة انما انتزعها الخيال بعد أن تصور كلا من الفرس والطير بانفراده

وقد يجول في خاطرك عند ماتمر على قول امرئ القيس

أيقتلني والشر في مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال