صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/16

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–١٦–

المرسل أما الكنايات فلأنها الدلالة على المعنى باسم ما يلازمه في الخارج، وصح هذا نظراً إلى أن حضور المعنى الموضوع له اللفظ يستدعي حضور لازمه في ذهن المخاطب كقول الحصين ابن الحمام

تأخرت استبقي الحياة فلم أجد
لنفسى حياة مثل أن أتقدما
ولسنا على الاعقاب تدمي كلو منا
ولكن على أقدامنا تقطر الدما

أراد الشاعر أن يفيد ثباتهم في مواقف الحروب وأنه لا يجمح بهم الفزع من الموت إلى سبة الهزيمة فعبر عن هذا المعنى بأن دماءهم لا تقع على أعقابهم البتة ؟ وهذا يقتضى أنهم لا يولون العدو ظهورهم حتى ينالها بسيوفه كما أن معنى قطر الدماء الاقدام يذهب بالسامع إلى معنى أنهم يستقبلون العدو بوجوههم الى أن ينالوا ظفرا أو يلاقوا موتاً شريفاً

وأما بعض انواع المجاز المرسل فكان اطلاق اسم الحال على المحل والسبب على المسبب والكل على الجزء وعكسها ، ومداره على ان ذهن المخاطب ينتقل إلى المعنى المراد بسهولة حيث كان بينه وبين المعنى الحقيقي مناسبة تقتضي تقارنهما في الذهن لان ادراكهما كان في وقت واحد كالحال والمحل والكل والجزاء او على التعاقب كالسبب والمسبب