صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/17

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۷-

(النوع الثاني) من الاسباب التي تتلاحق بها المعاني في الذاكرة التباين فان الصور التي يكون بينها تضاد لا يكاد بعضها يتخلف عن بعض ، فمن تصور الشجاعة خطر له معنى الجبن ، ومن مرت على باله الصداقة انساق اليه معنى العداوة ، ولهـذا أدخل علماء البلاغة في وجوه الوصل بين الجملتين ما يقوم بينهما من التضاد في المعنى وساقوا في أمثلته قوله تعالى (ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم) وان شئت مثلا من الشعر فقول المتنبى

أزورهم وسواد الليل يشفع لي
وانثى و بياض الصبح يغرى بى

ومن هذا الوجه أيضاً صح لهم أن يعدوا في علاقات المجاز المرسل الضدية

(النوع الثالث) التشابه وهو أن يكون بين المعنيين تماثل في بعض أمور خاصة كمن يرى الرجل المقدام فيتصور الاسد ويسمع الالفاظ البليغة قد تبرجت في أسلوب محكم فيذكر الدرر المتناسقة في أسلاكها. وعلى هذا النوع يقوم فن التشبيه والاستعارة اللذين ها أوسع مضمار تتسابق فيـه قرائح الشعراء والكتاب.

لماذا تختلف الافكار في تداعي المعاني ؟