صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/19

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱٩-

الشجي المستهام

(الثاني) ما يتفق للانسان في طرز حياته وهو حال المحيط الذي يتقلب فيه فيتوالى على خاطر الناشئ في النعيم والترف ما لا يتوالى على خاطر الناشيء في حال عسرة وبؤس ، ويحضر في نفس من شب في الحاضرة ما لا يحضر في نفس الناشئ في البادية ، وينساق إلى خيال الناشئ في شمال المعمورة ما لا يدخل في خيال الناشئ في جنوبها ، فالمقيم في شمال أوربا مثلا يذكر الشتاء فتقارنه صورة الثلج وليس بينهما في ذهن المقيم بالجنوب اقتران واتصال لقلة مشاهدته للثلج أو عدم وقوع نظره عليـه طول حياته ، ولو نظر إلى الهلال رجلان هذا نشأ في الخلية والآخر اتخذ الحصاد حرفة فالشأن أن يتداعى الى الاول صورة السوار وينتقل منه إلى المعصم أو الصياغة ويتداعى الى الثاني صورة المنجل وينتقل منها الى الزرع أو الحدادة

-٢-

التخييل التحضيري

تتداعى المعاني بوسيلة التذكر للاسباب التي كنا بصدد البحث عنها ، ثم المخيلة تنتخب منها ما يناسب الغرض . وهـذا