صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/20

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٢٠–

العمل أعني الانتخاب يسميه علماء النفس تخييلا تحضيريا لانه العمل الذي تتمكن به المخيلة من استحضار العناصر المناسبة للمرام

تقتصر المخيلة عند الانتخاب على ما يدعو اليه الغرض حتى انها تأخذ الجسم مقطوعا من بعض الاعضاء التي لا مدخل لهـا في المعنى فتتخيل انسانا بغير عنق كقول ابن هانيء

كان أرؤسهم والنوم واضعها
على المناكب لم تخلق بأعناق

وطائراً بغير جناح كما قال الفتح بن خاقان

وتركت قلبى للصبابة طائراً
تهفو به الاشواق دون جناح

وتتصور الجواد بغير قوائم كما قال المتنبى

أتوك يجرون الحديد كأنما
أتوا بجياد مالهن قوائم

والمقرب بغير ذنب كما قال أبو هلال

تبدو الثريا وأمر الليل مجتمع
كأنها عقرب مقطوعـة الذنب

وربما انتزعت العضو من بين سائر الجسم كما أخذ ابن هانيء اليد فقال

ولاحت نجوم للثريا كأنها
خواتيم تبدو في بنان يد تخفى

وأخذ ابن المعتز القدم فقال

وأري الثريا في السماء كانها
قدم تبدت من ثياب حداد

وأخذ آخر القلب فقال