صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/22

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–۲۲–

لهم امام هذا الملك سمعة فان الكواكب يتقلص ضوءها ويغرب عن العيون مشهدها عند ما تتجلى الشمس في طلعتها الباهرة

وأما ما تذكر فيه أداة التشبيه فلا أستطيع أن أعده في قبيل الخيال جملة كما اني لا أعزله عنه في كل حال، فان كان فيه اخراج المعقول في صورة المحسوس أو المحسوس في صورة المعقول أو اخراج الخفى الى ما يعرف بالبداهة أو اخراج الضعيف في الوصف الى ما هو أقوي فيه صحت اضافته إلى الخيال اذ له الأثر القوى في تقريره

وأما عقد المشابهة بين أمرين متفقين في وجه الشبه من غير تفاوت كالتشبيه الذي يساق لبيان الاتحاد في الجنس أو اللون أو المقدار أو الخاصية فلا يصح نسبته إلى الخيال الشعري وان وقع في كلام مقفى وانما هو مما ينظر فيه الباحث عن الحقائق كالفيلسوف أو الطبيب

فلو اتفق ان وقف فتى بجانب ظبي وانطلقا في فسيح من الارض ولم يفت أحدهما صاحبه قيد شبر فبدا لك أن تتحدث عنهما فقلت ولو في نظم «كان فلان في سرعة عدوه كالغزال» لم يكن في هذا التشبيه شيء من الخيال لان عقد المشابهة بينهما في هذا الحال يشاركك فيه كل من شاهد الواقعة ، وانما يمتاز