صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/23

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٢٣–

التخيل بمثل قول الشاعر

وفى الهيجاء ما جربت نفسي
ولكن في الهزيمة كالغزال

حيث ان الخيال بحث عن صورة المشبه به وهوالغزال وانتقاها من بين سائرالصورالمتراكمة في الحافظة ثم تصور انطلاق المنهزم وهوالشاعر نفسه وبالغ في مقدار سرعته إلى أن وقع التشابه بينه وبين الغزال

وان أردت أن تفرق بين التشبيه الذي يدخل في التخيل والتشبيه الذي هو حائد عن طريقته فانظر الى قول المجنون

كأن القلب ليلة قيل يغدى
بليلى العامرية أو يراح
قطاةغرها شرك فباتت
تعالجه وقد علق الجناح

فترى الخيال هنا قد تجول حتي تصيد معنى القطاة ووقع على الشرك ثم انتزع منهما هذه المعاني وهي وقوع القطاة في الشرك وعلوق جناحها به ومعالجتها له کی تتخلص منه وضم بعضها الى بعض فانتظم ذلك المعنى المركب وانعقدت المشابهة بينه وبين حال القلب الذي وقع في حب العامرية فأخذ يرتجف وجـلا من لوعة الفراق

ولو نظر شاعر إلى أزهار مفتحة بمكان منخفض من الارض وقال مثلا