صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/25

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٢٥–

أراد الشاعر وصف قومه بأنهم أولو الصرامة التي تفرج الكرب المدلهمة والسطوة التي يرهبها كل خطير فساق اليك هذا الغرض في صورة تنظر منها الى سيوفهم كيف تجرد حول الليلة الفاحمة فيسطع الفجر الواضح في جوانبها، وترى فيها الحسام الواحد كيف يسل من جفنه فترتعد الافلاك ذعراً و يلتفت له الدهر حذراً. خيل اليك أن الداهية ليلة ظلماء، وأن الفرج الذي ينبعث من مطلع سيوفهم صبيحة غراء. وعبر عن الاولى باسم الداجية وعن الثانية باسم الفجر وهذا التعبيرالملوح الى ذلك التخييل هو الذي يعنيه البيانيون بقولهم استعارة مصرحة

ثم خيل الفلك في صورة من له قلب يفزع والدهر في صورة من له وجه يلتفت. والتصريح باسمهما بعد هذا التخييل يدخل به الكلام فيما يطلقون عليه لقب الاستعارة بالكناية، ويمكنك أن تفهم الفجر في البيت بمعنى لمعان السيوف وتألقها المشاهد بالابصار على نمط قول بشر

سللت له الحسام فخلت أني
شققت به لدى الظلماء فجرا

ولكنك تضيع من يدك ما أفاده الوجه الأول من أن النجدة في جانبها، والظفر مقرون بطالعها،اذ لا يلزم من لمعانها في حواشي الداجية أن تطعن في نبتها وتقلبها بالفوز عليها الى