صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/27

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–۲۷–

لانسان من قبل وايراده عقب حرف الشرط الدال على امتناعه قد خلصه من زلة الكذب وجعله في منعة من أن ينبذه العقل إلى القضايا الوهمية

فنون الخيال

يتصرف الخيال في المواد التي يستخلصها من الحافظة على وجوه شتى، ولا يسع المقام استيعابها وتقصى آثارها فنسلم لك بمهماتها وما يصلح أن يكون بمنزلة أصل تتفرع عليه تفاصيلها أحدها تكثير القليل كقول عمرو بن كلثوم

ملأنا البر حتى ضاق عنا
وظهر البحر نملأه سفينا

فانه اطرد في حلية الفخر حتى وصل الى التعبير عن منعة الجانب، والسطوة التي لا يفوتها هارب، خطر له أن يثبت له ولقومه من القوة ووسائل الفوز ما يرهبون به عدوهم فذكر انهم ملأوا البر جنداً حتى لم يبق فيه متسع ويملأون ظهر البحر بالمنشآت من السفن ليدل بهذا على أنهم لا يبالون بالعدو من أي ناحية هجم ولا يتعاصى عليهم ادراكه في أي موطن ضرب بخيامه

والذي صنع خيال الشاعر في هذا البيت انه تجاوز في الاخبار بكثرة قبيلته وسفنه حد الحقيقة وتطوحت به نشوة الفخر الى