صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/28

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–۲۸–

أن تخيل أن البر قـد غص كما تغص الثكنة بجنودهم وان البحر يتموج بسفنهم كموج السماء المصحية بكواكبها الزاهرة

ومنها- تكبير الصغير كقول بشر يصف وقعة الاسد حين قسمه بالضربة القاضية على شطرين

فخر مضرجا بدم كأني
هدمت به بناء مشمخرا

فقد تخيل عند ما سقط الاسد الى الارض دفعة أنه أتى الى بناء شامخ ونقضه من أساسه فانقضت أعاليه على أسافله، فالخيال هوالذي بلغ بجثة الاسد الى أن جعلها في العظم بمقدار بناء ارتفعت شرفاته حتى اتخذت من السحب أطواقا

ومنها - تصغير الكبير كقول المتني

كفي بجسمي نحولا أنني رجل
لولا مخاطبتى اياك لم ترني

وقوله

ولو قلم ألقيت في شق رأسه
وخط به ما غير الخط كاتب

فالصب وان تقلب على فراش الهجر أمـداً طويلا وأكل الوجد من لحمه حتى شبع وشرب من دمه حتى ارتوى لا يصـل في نحافة الجسم الى أن يسعه شق رأس القلم أو يخفى عن عين الناظر اليه وان كانت عشواء وانما هو الخيال أخذ يستصغر ذلك الجسم حتى ادعي في البيت الاول ان مخاطبته للناس هي التى يهديهم الي