صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/3

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٣-

ولا أدعى أن هذا الفن مما ضل عن أولئك الفلاسفة فلم يعرجوا على مكانه ، أو صعب عليهم مراسه فلم يسوسوه بفكر ثاقب وبيان فاصل ، فان كثيراً من علماء البلاغة قد ولوا وجوههم شطره حتى توغلوا في طرائفه ، وكشفوا النقاب عن حقائقه ، ومن أبعدهم نفوذا في مسالكه الغامضة وأسلمهم ذوقا في نقد معانيه وتمييز جيدها من رديئها الامام عبدالقاهر الجرجاني صاحب كتابي أسرار البلاغة ودلائل الاعجاز

وما كان لى سوى أن أعود إلى مباحثه المبثوثة في فنون شتی فاستخلص بقدر ما تسمح به الحال لبابها ، وأؤلف بين ما تقطع من أسبابها . ولا تجدني إن شاء الله أحكى مقالهم دون أن أعقد بناصيته أو أبث خلاله أو أضع في ردفه جملا تلبسه ثوبا قشيبا أو تنفخ فيه روحا كانت هادئة