صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/31

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–۳۱–
تمر مع الاتراب بالخيف من منى
مرور المعاني في مفاوز أفكاري

وقد يعمد الشاعر الى بعض المعاني وينفيه عن أفراده المعهودة ويثبته لافراد مفهوم آخر وتجد هذا في قول بعضهم

ليس من مات فاستراح بميت
انما الميت ميت الاحياء
انما الميت من يعيش كئيباً
كاسفاً باله قليل الرجاء

فقد نفى أن يكون من قضى نحبه ميتاً وأَطلق اسم الميت على من فاضت نفسه كآبة وضاق صدره بأسا، على طريقة القصر بدعوى أن المعنى الذي علق عليه الواضع اسم الميت انما يتحقق فيمن يعيش في نكد وبلاء لا يرجو خلاصاً منه، والذي أخذ به الى هذه الدعوى ما تخيله من أن خواص الراحل الى القبر وهي مفارقة ما كان يتمتع به من طيبات الحياة وانقطاع أمله منها ونكث يده من العمل فيها توجد بأجمعها في الكئيب اليائس من صفاء العيش بأشد مما توجد فيمن ركبوا مطية المنون حيث يزيد عليهم في الشقاء بأنه يصلى نار الحسرة والاسف بكرة وعشياً

وقد يكون الامر مربوطاً بعلة محققة ظاهرة فيضرب عنها ويخترع له علة من عنده وتجد هذا في قول أبي العباس الضبي

لاتركنن الى الفرا
ق فانه مر المذاق