صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/32

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ْ

–۳٢–
فالشمس عند غروبها
تصفر من فرق الفراق

ادعى ان العلة في الاصفرار الذي يبدو على وجـه الشمس حين تتدلى الى الغروب وتنطفئ بهرتها انما هو الوجل والهلع من مفارقة الناس الذين طلعت عليهم ذلك اليوم حيث اتصلت بينهم وبينها فيما يزعم عاطفه ألفة وايناس

ومما صنعت على هذا النمط وقد أخذ البرد يتساقط في حديقة

هز النسيم غصون الروض في سحر
كما بهز بنان الغادة الوترا
لذ الحفيف على اذن السحاب أما
تراه يحثو على أدواحها دررا

وقلت وقد أخذت الريح تنسف في روض

قام هذا الروض يشدو مادحاً
بلسان البلبل الزاهي سحابا
وتمادى غالياً في مدحه
فحثت في وجهه الريح ترابا

وقلت في حال أشجار تراكم عليها الثلج ثم ضربت فيها الشمس فأخذ يتقاطر عن جوانبها

نسج الغمام لهذه الاشجار من
غزل الثلوج براقعا وجلاببا
والشمس تبعث في الضحى بأشعة
تسطو على تلك الثياب نواهبا
فبكت لكشف حجابها أو ما ترى
عبراتها بين الغصون سواكبا