صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/33

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ْ

–۳۳–

وقلت في حمرة الشفق

قتل الدجى هذا النهار ودسه
تحت التراب مضرجا بدمائه
فخذوا من الشفق الشهادة انه
لطخ من الدم نال ذيل ردائه

وربما يصاغ التعليل في قالب التشبيه كقول أبي تمام

كأن السحاب الغر غيبن تحتها
حبيبا فلا ترقا لهن مدامع

فلو حذفت أداة التشبيه هنا لكان الباقى بمنزلة العلة الخيالية لنزول الغيث المنسجم من ينابيع السحاب. واقترانه بأداة التشبيه يجعله بحيث يسكت عنه العقل ولا يمانعه من أن يدخل في سبيل المعاني الصادقة و مما نظمت على هذا المثال وكان الجو يقذف وقت السحر بنثار من الثلج

تطاول هذا الليل والجو مزبد
فضاقت بأمواج الثلوج مسالكه
كأني أذيب الصبح بالحدق التي
يقلبها وجدي وتلك سبائكه

وقد يقرر الشاعر معنى ثم يقابله بأمر أوضح منه عند المخاطب دون أن يصرح فيه بأداة تشبيه بل تكون مصدرة بأداة استفهام كقول مسكين الدارمي

–۳–