صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/39

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-۳۹-

التذكر فيكون من أسباب التفاوت في جودة الخيال ما هو عائد الى الفطرة ، والغرض في هذا المقام انما هو البحث عن الامور التي تؤثر في جودة الخيال وتبسط في نطاقه من خارج .

ومدارها على أمرين

( أحدهما ) تردد النظر في مظاهر المدنية فان امتلاء حافظة الشاعر من المناظر المختلفة والصور التي لا تدخل تحت حصر تجعله أغزر مادة حتى اذا عرض له معنى اقتضى الحال ايراده في طريقة الخيال لا يعوزه متى التفت الى حافظته أن يلاقيه منها ما يساعده على العمل بسهولة ، ثم انه لغزارة مادته وسعة مجاله تكون مخيلته أكثر عملا في انشاء المعاني وابداعها ، وكثرة العمل مما تترشح به هذه القوة النفسية فيكون صاحبها أقدر على صناعة التخيـل وأرسخ فيها ممن كانت بضاعته مزجاة وحافظته في املاق

وحيث ان غزارة المادة تساعد على كثرة العمل الذي هو الابداع ، وكثرة العمل مما يقوي النفس في صناعة التخييل أمكن للشاعر المدنى أن يفوق الشاعر البدوى أو القروى في تخييل معان اشتركوا في العلم بالعناصر التي تنتزع منها الصور الخيالية

يبلغ تأثير المدنية في تهذيب المخيلة الى أن يكون الفرق بين