صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/4

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٤-
الشعر

يعرف العربي في جاهليته كما عرف بعد أن نسل اليه العلم من كل حدب أن الكلام ينقسم إلى شعر ونثر. والميزة المحسوسة لكل أحد أن الشاعر لا يحثو عليك الالفاظ جزافا مثلما يفعل الناثر، وإنما يلقيها اليك في أوزان تزيد في رونقها ، وتوفر لذتك عند سماعها، ومن أجل هذا ذهب بعضهم في حد الشعر الى أنه كلام مقفى موزون . وهذا مثل من يشرح لك الانسان بأنه حيوان بادي البشرة منتصب القامة. فكل منها قصر تعريفه على ما يدرك بالحاسة الظاهرة . ولم يتجاوزه إلى المعنى الذي تتقوم به الحقيقة ويكون مبدأ لكمالها . وهو التخييل في الشعر والنطق في الانسان

فالروح التي يعد بها الكلام المنظوم في قبيل الشعر إنما هي التشابيه والاستعارات والأمثال وغيرها من التصرفات التي يدخل لها الشاعر من باب التخييل، وليس الوزن سوى خاصة من خواص اللفظ المنظور اليها في مفهوم الشعر بحيث لا يسميه العرب شعراً إلا عند تحققه ، وإطلاق الشعر على الكلام الموزون