صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/41

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٤١-

في الاحوال السياسية فصرفوا معظم حياتهم في التردد على الغزل والمديح والرثاء وفاضت عليهم قرائحهم في هذه الاغراض بمعان رائقة ولما سمح الوقت بالكلام في مقاصد اجتماعية أو سياسية وقف بهم الخيال في عقبة كؤود أو أتوا بها في نسج واه وهيأة متخاذلة

فالخيال حر في عمله لا تملك السلطة المستبدة مرده ولكنها تمنعه من أن يتجول على مراكب الالسنة والاقلام وهذا ما يثبط الشاعر عن اطلاق خياله للعمل فى أوسع مجال ولا يرخي له العنان الا في أغراض يسعه الحال لان يخاطب بها الناس نطقا أو كتابة

فذانك سببان لان يكون الخيال بديع الصنع في كل غرض يتوجه اليه ، وههنا أمر آخر اذا اتفق للشاعر حال تصديه للنظم في غرض يكون له أثر جلى في سهولة التخيل وبعد الرميـة الى المعاني الغامضة وهو الاحساس والتأثر

فمن الشعراء من يتكلم عن مشاهدة وتأثر نفسى كأن يرى البطل يلقى بنفسه في مواقع الخطوب أو العالم كيف يتدفق بالحكمة البالغة أو الجواد كيف يبسط يده بالنوال فيشعر باعظامه ويأخذ في مديحه وتمجيده ، ويرى الجبان كيف تصفر أنامله من ذكر الحرب أو الجاهل كيف يتمضمض باللغو أو الباطل ، أو