صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/44

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٤ -

ربما يخوض الشاعر في غرض انما دعاه اليه مجاراة غيره ومباراته في مضمار البيان فيبلغ مبلغ من انساقوا اليه عن احساس وعاطفة نفسية ويقع على تخيلات جيدة ولكن أمثال هـذه التخيلات تنهال على ذي التأثر النفسي بدون تعسف حينما يحتاج الآخر إلى أن يحث اليها قريحته ويجاذبها وهي كالمستعصية عليه

بماذا يفضل التخييل ؟

عرف مما سبق ان التخييل يدور على انتقاء مواد متفرقة في الحافظة ثم تأليفها وابرازها في صورة جديدة ، فيرجع فضله والبراعة فيه الى ثلاث مزايا

احداها أن يكون وجه المناسبة بين تلك الجواهر ـ أعني المواد المؤلفة منها صورة المعنى - غامضا ، فمزية من يتخيل الكواكب أزهاراً باسمة في روضة ناضرة دون مزية من يقول

وضوء الشهب فوق الليل باد
كأطراف الاسنة في الدروع

فان المشابهة بين الكواكب والازهار لا تغيب عن كثير من الناس أما التشابه بين النجوم وبين أطراف الاسنة اللامعة عند نفوذها في الدروع لا يحوم عليه الا خيال بارع