صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/5

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٥–

إذا خلا من معنى نستطرفه النفس لا يصح، لا كما يصح لك أن تسمى جثة الميت إنسانا، أو تمثال الحيوان المفترس أسداً

والمنثور من الكلام يشارك الشعر في اشتماله على الصور الخيالية ولكن نصيب الشعر منها أوفر . وهو بها أعرف ،كما يمتاز بأحد أنواع النخييل وهو مالا يتوخى به صاحبه وجه الحقيقة وانما يقصد به اختلاب العقول ومخادعة النفوس إلى التشبث بغير حق كما قال ابن الرومي يدعوك إلى أن تطوى جناحيك على جذوة من الحقد

وما الحقد إلا توأم الشكر في النتي
وبعض المزايا ينتسين إلى بعض
فحيث ترك حقداً على ذي إساءة
فثم ترى شكرا على واسع القرض

وقال آخر – يزين لك أن تدرج نفسك في كفن الذل وتواريها في حفرة من الخمول

لذ بالخمول وعذ بالذل معتصم
بالله تنجو كما أهل النهي ساموا
فالريح تحطم أن هبت عواصفها
دوح الثمار وينجو الشيخ والرنم

ولاختصاص الشعر بهذا النوع من التخييل أطلق بعض المشركين من العرب على الرسول صلى الله عليه وسلم اسم الشاعر