صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/52

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٥٢-

في التخييل أن يتخذ هذه الوجوه مدخلا للحكم وأساسا يبنى عليه في التفضيل

تعقد الموازنة تارة بالنظر الى معنى خاص يتناوله كل من الشاعرين وهذا أما ان تتحد الواقعة فيه أو تختلف. وتارة تجرى في غرض خاص يصوره كل منهما بغير ما يصوره به الآخر. فهذه ثلاث حالات تضاف اليها حالة رابعة وهي المفاضلة بين الشاعرين يختلفان معنى وغرضاً. وحالة خامسة وهي أن تقام الموازنه بين الشاعرين على أن يقضى لاحدهما بالافضلية المطلقة

(الحالة الأولى )أعنى ما تعقد فيه الموازنة بالنظر إلى معنى خاص والواقعة واحدة كقول أبي عبدالله بن الزبن النحوى يصف بركة نثر عليها الياسمين

نثر الغلام الياسمين ببركة
ملوءة من مائها المتدفق
فكأنه نهر النجوم بأسرها
في يوم صحو في سماء أزرق

فاذا قسته بقول على بن ظافر في هذه البركة نفسها

زهر الياسمين ينثر في الما
ء أم الزهر في أديم السماء
ظل يحكى عقوددر على صد
ر فتاة في حلة زرقاء

رأيت كلا من الشاعر بن شبه الياسمين بالنجوم بادية في السماء وتشبيه ابن الزين في هذا الوجه أجود لانه ذهب به الخيال