صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/53

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٥٣-

الى تفاصيل لم يأت عليها ابن ظافر فادا التفت الى تشبيه ابن ظافر في البيت الثاني رأيت خطور هيأة النجوم والسماء عنـد مشاهدة الياسمين يطفو فوق الماء، أقرب من خطور عقود الدر تتقلدها الفتاة المتبرجة في حلة زرقاء. فيكون تشبيه على بن ظافر أجود لندرة المشبه به وقلة ابتذاله بمشاهدة كل ذي عين باصرة. ولولا أن ابن الزين أسند نثر النجوم الى الغلام ونبه على كثرة الياسمين بقوله: نثر النجوم بأسرها– لا نتفت عنه المزية وكان تشبيهه من التخيلات الموضوعة في طريق كل من خطر على باله أن يذهب في تصوير المعنى من باب التشبيه. ومن هـذا الضرب قول ابن المنجم يصف مطلع الهلال عند غروب الشمس

وعشاء كانما الافق فيـه
لازرود مرصع بنضار
قامت لمادنت لغربها الشم
س ولاح الهلال للنظار
أقرض الشرق ضوه الغرب دينا
راً فأعطاه الرهن نصف سوار

مع قول ابن قلاقس ولم يطلع على ما قاله ابن المنجم

لا تظنوا الظلام قد أخذ الشم
س وأعطى النهار هذا الهلالا
انما الشرق أقرض الغرب دينا
راً فأعطاه رهنه خلخالا

فقد سار الشاعران في التخييل على طريق واحد وزاد ابن المنجم على ابن قلاقس نظرة في السوار فلم يأخذ منه الا المقدار