صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/54

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٥٤-

الذي يطابق حال الهلال وهو الشطر فكان تخيله أحكم وقعاً

(الحالة الثانية ) وهي ما تكون الواقعة فيها مختلفة كقول بعضهم

خلقنالهم في كل عين وحاجب
بسمر القناو البيض عيناوحاجبا

مع قول ابن نباتة

خرقنا بأطراف القنا في ظهورهم
عيوناً لها وقع السيوف حواجب

فقد اتفق الشاعران على تصوير المعنى وهو تأثير السيوف والرماح في أجسام الاعداء ولكن تصوير ابن نباتة أجود لانه يزيد على الاول بما فيه من الايام الى انهزامهم وتوليهم بظهورهم حتى تصنع فيها الرماح والسيوف عيوناً وحواجب

ولا يغيب عنك ان تفضيل بيت ابن نباتة انما يتم اذا تماثلت الواقعتان أو كان كل من البيتين صادراً عن تخييل محض. وأما اذا قصد كل من الشاعرين وصف الواقع وكان الاعداء المشار اليهم في البيت الأول لم ينهزموا بل ثبتوا للطعن في وجوههم الى أن وقعوا على مضاجعهم أولم ينلهم السلاح بعد ان ولوا مدبرين لم يكن لك ان تفضل عليه بيت ابن نباتة من جهة التخييل وان