صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/56

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥٦-
فقلت شراء قال لا بل وراثة
توارثي عن والد بعد والد

وقال الآخر

ولما رأيت البحر في الجود آية
ومن جوده الدر الثمين المقلد
سألته من في الناس علمك الندى
فقال أمير المؤمنين محمد

ومثل هذا مما يرجع بالتفضيل فيه الى القوانين السابقة فما كان أقل خطوراً على الذاكرة أو أوسع نطاقا في التخييل أو ألذ وقعا على الذوق فهو المشهود له بمزية الرجحان، ومن الجلي أن تشبيه الكريم بالبحر من المعاني التي وعاها كل قلب وتناولها كل انسان فصاحب البيتين الاخيربن بنى محاورته على أمر اشتهر ذكره عند الحديث في هذا الغرض وانما زاد عليه شيئا من التخييل فتكون المحاورة الاولى أبدع لانها قائمة من أول حالها على شعور غريب فضلا عما امتازت به من الايماء الى دعوى قصر الندي على الممدوح وهذا ما يجعلها أبلغ في الدلالة على مايرمى اليه الشاعر من غرض الوصف بالسخاء ويدخل في هذا القسم قول عنترة

ولقد ذكرنك والرماح نواهل
منى وبيض الهند نقطر من دمى
فوددت تقبيل السيوف لانها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم

مع قول بعضهم