صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/57

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۵۷ -
ولقد ذكرتك في السفينة والردى
متوقع بتلاطم الامواج
وعلى السواحل للاعادي جولة
والليل مسود الدوائب داجي
فعلت لاصحاب السفينة ضجة
وأنا وذكرك في ألذ تناجي

فعرض الشاعرين واحد وهو أنهما ذكرا الحبيب في حال تقتضي لشدة هو لها وعظم خطر هادهشة القلب وتفرغه لانتظار الفرج أو الاحتيال على وسيلة النجاة. وانما يصح لنا أن ندخل للمفاضلة بين الشعرين اذا كانا من التخييل المحض فنقول أن شعر عنترة أبلغ لانه صور ذكره للحبيب بوقوعه في حال انتشاب الخطر به حيث ترتوى الرماح وتفطر السيوف من دمه الذي هو مادة حياته ثم على زيادة الاتصال بالسيوف التي هي مهبط المطلب وشأنه أن يقبلها لان ويقها يخيل اليه ثغر المحبوبة حال تبسمها وأما شاعر السفينة فأقصى غمراته توقع الهلاك بما أحاط به من أسبابه القريبة فنية من تذكر الحبيب وقد أنشب به الردى مخالبه أعظم من مزية من يتذكره وهو يبصر الخطر ولم يبسط اليه يده فان كان كل من الشاعر بن حكي واقعة عرضت له في حياته فلا تفاضل بينها الا من جهة تأليف اللفظ وصفاء ديباجته ( الحالة الرابعة )وهي ما يختلف فيه الشعران معنى وغرضا وعقد المفاضله في مثل هذا النوع قاما يخطر على بال الاديب؛