صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/59

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥۹-

أهواء النفوس خبير » بأشد مما يهتز لغيره، ومن لم يذق حلاوة
العطف على البنين وكان كلفًا بمواقع الحروب مغرماً بالحديث عن
آثارها يلتذ بييت بشار أكثر من التذاذه بيت ابن دراج
وما ذكر بعدها
فلا أنكر أن يكون بين التخيلات المختلفة في المعنى والغرض
فرق جلى وتفاوت واسع من جهة التركيب أوالغرابة فيبني عليه
الاديب حكمه بالتفضيل وانما أعني أن الاشعار المتفقة في معنى
أو غرض تجد المدخل للمفاضلة بينها سهلا اذ يتبين لك التفاوت
بينها في التركيب أو الغرابة من غير اطالة نظر وعلى فرض
اتحادها في ذلك يمكنك الرجوع الى وقعها على حاسة الذوق وأخذها
بالروح التي يتقوم بها المراد من الكلام، وأما الاشعار المختلفة
في المعنى والغرض فيتيسر القضاء فيها متى كان التفاوت بينها جليًا
فاذا كانت في مراتب متقاربة في الغرابة والتركيب والتمكن من
روح المعنى أو الغرض الذي أفرغ فيها فباب المفاضلة بينه الا يطرقه
إلا الماهرون في هذه الصناعة حيث وصلوا الى أن هذا الشعر لم
يتجاوز في الغرض الذي عبر عنه الدرجة الوسطى مثلا وان
الآخر انتهى في وجهته الى غاية ليس وراءها مرتقى
وقد يكون مناط التخييل أمرًا واحدًا ويختلف نظر