صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/6

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٦–

ليلقوا في أوهام السذج أن كلامه من نوع ما يصدر عن الشعراء من الأقوال المموهة والتخيلات الباطلة

فهم يعلمون أن القرآن برىء من النزعة التي عهد بها الشاعر وفي عرض الباطل في لباس الحق . لانه انما ينطق بالحكمة . ويجادل بالحجة، ولا يخفى عليهم أنه مخالف للشعر في طريقة نظمه . فان للشعر عروضاً يقف عندها وأوزانا ينتهي اليها . والقرآن يصوغ الموعظة وينفق الحكمة بغير ميزان . ولكن ضافت عليهم مسالك الجدال وانسدت في وجوههم طرق المعارضة . فلم يبالوا أن يتشبثوا بالدعاوي التي يظهر بطلانها لاول رأى ، كما قالوا عنه انه مجنون ، وهم يشهدون في أنفسهم أنه أبلغهم قولا وأقواهم حجة وأنطقهم بالحكمة

وأما الآيات التي وافقت بعض الأوزان فتى على سلامتها من برج التخيلات لاتجد الموافق منها للموزون قد استقبل بنفسه وأفاد المعنى دون أن تصله بكلمات من الآيات السابقة أو اللاحقة ، والكلام المؤلف من الموزون وغير الموزون لا يصح لاحد أن يسميه شعراً ليقدح به في قوله تعالى ( وما هو بقول شاعر قليلا ما ثؤمنون )