صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/60

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٠-

الشاعرين بتوجه أحدهما الى حال أوصفة قد أخذ نظر الآخر بغيرها فيصير التخييل بهذا من قبيل التخييل في أمرين مختلفين في خفاء التفاضل بينهما وهذا كما قال الوزير أبو فارس يصف النهر من جهة منظره

فنضنض ما بين الغروس كأنه
وقدر فرقت حصباؤه حية رقطا

وقال أبو القاسم الابرش يصفه من جهة خريره

وأن النهر يشكو من حصاه
جراحات كما ان الجريح

وقد يجيد أحد مشاعرين من جهة الغرابة ويجيد الآخر من حيث التركيب كقول الصنوبري يصف الشمعة

كأنها عمر الفتى
والنار فيها كالاجل

مع قول الارجاني يصفها أيضاً تنفست نفس المهجور اذ ذكرت

عهد الخليط فبات الوجد يذكيها

فان تشبيه الشمعة حين تدب فيها النار وتتناقص شيئا فشيئاً الى أن تذهب في الجو هباء منثورًا بعمر الفتى حين ينقضي ساعة فساعة الى أن يلتقي الاجل بآخر نفس منه فيعود الى الفناء - تشبيه أدق وأخفى من تشبيهها بصب ذكر عهد الخليط فقدحت