صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/61

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦١-

الذكرى في مهجته وجدًا بات يحترق بلوعته الملتهبة ولكن هذا التشبيه أوسع نطاقًا وأحلى مسافًا وربما فاق أحدها من جهة الغرابة وفاقه الآخر من جهـة المطابقة لحال المعنى كقول ابن الخطيب يصف ليلة

رعشت کواکب جوها فكأنها
ورق نقلبها بنان شحيح

وقول عنترة

أراعي نجوم الليل وهى كأنها
قوارير فيها زئبق يترجرج

فتشبيه ابن الخطيب أدق وأخفى وتشبيه عنترة أشد مطابقة لحال النجوم (الحالة الخامسة) وهي ما يجري فيه تفضيل أحد الشاعرين على آخر باطلاق وهذا لا يستقيم ال اممن أتى على معظم شعرهما حتى عرف الذي يستوفي في نخيلاته شرائط الجودة أكثر من غيره ولا سيما اذا اهتدى للمقايسة بينها في كثير من المعاني أو الاغراض التي يتفقان في نظمها ومن الخطأ الحكم بتفوق شاعر على غيره لمجرد تخييل بديع يتفق له في بيت أو أبيات فربما ترجح شاعر في معنى مرة وفاقه غيره في معان أخرى فلا يصح لك متى وقفت على قول ابن زمرك يصف البرق