صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/63

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٣-

وترى ابن هانئ يقول في وصف الثريا

وولت نجوم للثريا كأنها
خواتيم تبدو في بنان يد تخفى

ففاق حازماً حين قال كأن الثريا كاعب أزمعت نوى

وامت بأقصى الغرب منزلة شحطا

وقد لوحنا فيما سلف الى بعض الأسباب التي تقوم للشاعر فيفضل في بعض المعاني أو الاغراض من هو كفؤاً له أو أرسخ منه قدما كالتفاوت في قوة الباعث على النظم فمن يخاطب انساناً وقد ماجت مهجته بعواطف وده الخالص وأضرمت النوى في فؤاده شوقاً اليه يقع على دفائن من المعاني يقف دونها من يخاطبه تقصياً من ملامة أو تعرضاً لمسألة ليست بذات بال. ويضاف إلى هذا أن أحد الشعراء قد يمتاز بمعرفة العناصر التي يؤلف منها المعنى كما امتاز البارودي عن بعض أدباء عصره بمشاهدة الكهرباء واشراقها في أجرام كروبة فقال يصف الثريا

وكأنها أكر توقد نورها
بالكهرباءة في سماوة مصنع

وقد يستوى الشاعران في الاطلاع على العناصر البسيطة ولكن أحـدها يشاهدها مؤلفة في صورة لم يشهدها الآخر فيساعده استحضار تلك الهيأة على انتزاع معنى لا يخطر على